لأنتر .. أبيض ..
والبقية يلطخهم السواد .. وبعض البقع تلطخت بـفعل ( الكتشب) ..
( كتشب) إيطالي فاخر .. مصنوع من طماطم يزرع في إيطاليا فقط لذا فهو دائما طازج ...
والحقيقة أن المعكرونة الإيطالية ( طبعا بالصاص وبدون كتشب ) هي أشهى الأكلات على الإطلاق ..
ولكنها - أقصد - المعكرونة .. مراوغة وخادعة كثيراً ..
طويلة جداً ..
ناعمة جداً ..
غير واضحة جداً ..
لذيذة جداً ..
ولا تشعرك بالشبع أبداً .. وجداً
تنهي صحناً .. وتريد المزيد ... هذه إيطاليا باختصار .. عفوا أقصد المعكرونة الإيطالية ..
المعكرونة الإيطالية التي تشتهر بالجمال .. والغش .. والفوضى
المعكرونة الإيطالية التي تشتهر بالقوة .. والإحتيال ..
المعكرونة المشهورة في سنواتها الأخيرة .. بـــــ الكالتشيو بولي ..
وآه يالكالتشيو ..
يقال أن إيطاليا جنة كرة القدم .. مارادونا يقول ذلك ..
ولكن مارادونا مااااااات هناك .. أو بالأصح انتحر هناك ..
وقالوا في رواية – أخرى - أن المافيا كانت السبب وراء موت مارادونا ...
نعم .. المافيا تعمل في كرة القدم في إيطاليا فقط ... !!!
بلاتيني .. لم يمت .. كان رائعاً .. ربما لأنه كان يلعب في اليوفي ..
اليوفي الذي يمتلك المال ورجال الأعمال عكس نابولي الفقير ..
اليوفي .. الذي - أخيراً - أصبح مجرماً .. وسقط .. ( بدون ما حد يسمي عليه )
والغريب أن اليوفي – في أوقات – كثيرة لم يكن يحتاج للإنتصار بـ ( الرشوة ) ..
أو – زغللت – عيوني الحكام بكثير من الهدايا والعطايا ..
اليوفي – مثلاً – مر في تأريخه الكبير .. نجوم كبار ..
وكان يكفي وجود هؤلاء الكبار ليحقق اليوفي البطولات الكبرى ..
ولكن يبدو أن – موجي – كان يعتقد العكس ..
فأستخدم أشياء بعيدة عن الرياضة ليفوز ..
عشر سنوات مرت يوم أن حرم – الحكم – رونالدو ورفاقه في الأنتر من بطولة كانوا الأجدر بها ..
عشر سنوات وأكثر بقليل منذ تلك الحادثة الشهيرة ..
يومها – سقط – رونالدو بفعل فاعل .. وطار اليوفي بالدوري ..
صرخ جميع من في الملعب وأعتقد أن لاعبي اليوفي أيضا كانوا يصرخون ..
زيدان ..
ديل بييرو ..
والبقية ...
لم يفرحوا كثيراً عندما دخلوا غرفة الملابس ..
فيما بكى رونالدو وكل الأنتر كثيراً ..
الظلم .. بشع .. يا موجي
الأنتر أبيض .. أكيد ...
موراتي .. ربما يعشق الانتصار ولكن بدون – رتوش – أو تزييف
صحيح أن اليوفي فاز على الأنتر بعد أن – غسل – بقع (الكتشب) في الدرجة الثانية ..
وصحيح أن اليوفي كان قادرا على الفوز على الأنتر حتى في وجود رونالدو ..
وصحيح – أيضا – أن اليوفي فاز بالدوري على حساب الأنتر في 2002 بفضل لاتسيو وليس الحكام ..
ولكن التأريخ يقول .. أن رونالدو سقط في خط الـ18 بفعل فاعل ...
وكان ذاك الفتى البرازيلي الرائع يستحق ركلة جزاء .. تنقذ بطولة الدوري ..
والتأريخ يقول أيضا أن الميلان .. لم يكن نظيف جداً
وكذا .. فورنتينا .. وآخرون ..
و الأنتر لم يكن معهم ..
واليوم يعود الأنتر لملاقاة اليوفي .. مجدداً
اليوفي الذي أستخدم أجود أنواع – الصابون – ليغسل البقع التي ملأت بطولاته .. قادر على الانتصار على الأنتر في عقر داره بفضل عبقرية ديل بييرو ..
ديل بييرو الذي صار – شاباً – بمرور السنين ..
فيما يبدو الأنتر في قمة – بركان – قد يثور في أي لحظة و( ويجيب عاليها واطيها ) ..
مورينهو – بالتأكيد – لم يجلب السعادة إلى الانتر كما توقع البعض .. بل مازال – إبرا - هو المنقذ والحاسم للإنتر ..
إبراهيموفيتش .. يعاني
الساحر السويدي – البوسني – يعاني من تجاهل الإعلام .. هذا واضح ..
ألم يكن أكثر إشراقاً عندما كان في اليوفي – أقصد إعلامياً – أظن ذلك .. جداً
إشراقاً ... !!!
أشك كثيراً في هذه الكلمة .. ( إشراقاً )
دوري أبطال العالم .. يبدو بدون ملامح ..
ركلة جزاء .. لا ليست ركلة جزاء
هدف .. لا ليس هدف ..
رمية تماس .. لا ليست رمية تماس ..
الاختلاف على أشده بين الفقراء .. والأغنياء
وبين الأغنياء والأغنياء ...
حتى الفقراء يختلفون فيما بينهم ..
قبل عشرين عاماً كان الوضع مشابه .. مع فارق ضئيل وهو أن ما كان تحت الطاولة أصبح فوقها ..
ظهر كل شيء اليوم .. فأصبح الجميع يشك في الجميع ..
ورائحة الكرة أصبحت عفنه .. جداً
هل كانت ركلة الجزاء للميلان أمام نابولي صحيحة ؟
وهل كان هدف ميليتو صحيحاً في اليوفي .. ؟
ثم ماذا لو كان – جيلا – مازال يلعب للميلان .. هل كان أحدهم سيوقفهم عن اللعب لمباراتين .. ؟
الميلان الغني .. كان يحارب نابولي الفقير ..
فان باستن و غوليت و ريكارد .. أمام مارادونا و اليماو و كاريكا ..
هذا في الثمانينيات ...
الأغنياء في الشمال ..
الفقراء في الجنوب ..
اليوفي كان بعيداً في المنتصف الثاني .. للثمانينات ..
الأنتر – النظيف – فاز مرة .. بالثلاثي الألماني ..
ثم جاء عصر – موجي – فصارت الكرة الإيطالية ماسخة .. ظالمة ..
أنتظر اليوفي عشر سنوات كاملة كي يعود للكرة الإيطالية .. من الباب الخلفي ..
ومحاولة الظهور على الساحة الأوروبية .. ثلاث نهائيات .. وفوز يتيم بدوري الأبطال ...
أظن أن موجي كان يحتاج .. لكثير من العمل على المستوى الأوروبي ..
ومابين صراع الأغنياء والفقراء في الثمانينات .. وصراع النخبة في التسعينيات .. تبقى الكرة الإيطالية ذات نكهة غريبة الملامح ..
نارية الإحساس ..
مرعبة النتائج .. والتقلبات ..
متعددة الأمنيات ...........
فيما أتمنى من الأعماق أن تكون الدرجة الثانية قد علمت اليوفي كيف يغسل ملابسه الملطخة بالكتشب .. جيداً ..